لكن باعتبار المقدور، يأتي الانقسام، ونقول : المقدور إما خير وإما شر، فالقدر خيره وشره يراد به هنا ايش؟ المقدور خيره وشره.
قُلْتُ: فإِنْ لَمْ يَكُنْ لَهُمْ إِمَامُ وَلاَ جَمَاعَةٌ. قَالَ: «فَاعْتَزِلْ تِلْكَ الْفِرَقَ كُلَّهَا وَلَو أنْ تَعَضَّ بأصْل شَجَرَةٍ حَتَّى يدْرِكَكَ المَوْتُ وَأَنْتَ عَلى ذَلِك».
ومن هنا رفض الإسلام كل العقائد اللادينية وسفَّهها، وأثبت زيفها وضلالها؛ فليس هناك شرٌّ محض، ولا خير محض، بل لعله لا شر قطُّ، ولا خير قط، وإنما نفس الإنسان تُولد صالحة مؤمنة، فإن ضلَّت فهي ضالة كافرة.
ليبقي أمر السودان كله عجبا، مثله مثل النموذج الخضري في التصرفات التي تبدو للعيان كأنها تخالف العقل والمنطق الطبيعي في كل شيء، رغم إنها تجري في الحقيقة، بأمر ربها الي نهايات ربما تكون سعيدة، تختلف في باطنها عن ظاهرها الموحش المخيف.
جزى الله الكابلي الذى لحن الكلمات الطيبة خير الجزاء و رحم الله الشاعر الرقيق المجذوب
وإذ كان الشر حقيقة علة البشر، وكان الخير أصل شفائها، فقد انطوى الإنسان على حقيقة الداء، وأصل الشفاء على ما قال عليٌّ كرم الله وجهه، أو على ما ينسب إليه:
نخله غضـــــة الأفــــنان باســــــقـــــة قالت لأترابـــهــــا والصـــــيف يحتضر بئس القضاء الذي في الأرض أوجدني عندي الجمــال وغيري عنده النــــــظــر لأحبســــن على نفســـــي عوارفــهــــا فــــلا يبين لـــهـــا في غيرهــــا أثـــــــر لذي الجــناح وذي الأظفــار بي وطـر وليــس في العيـش لي فيما أرى وطــــــر أني مفصـــــــلة ظلي على جســــــدي فلا يكـون به طـــــــــول ولا قصــــــــــر ولســـــت مثـــمـــرة ألا على ثقــــــــة أن ليس يطرقني طــــــير ولا بشــــــــــر عاد الربيـــــــع إلى الدنيا بمــــــوكبــــه فأزينت واكتســـــت بالســـندس الشـــجـر وظلت النخله الحمـــــــقاء عـــــــاريةً كــأنهــا وتـــد في الأرض أو حــــجــــــــــر ولم يطــق صــاحـــب البســـــتان رؤيتها فاجتثهــــا، فهوت في النار تســـــتعـــــر من ليـــس يســـخو بما تســـخو الحـياة به فإنه جاهل بالــــحــــرص ينتــــــــحـــر
فقد سار موسى وفتاه “يوشع بن نون” سيرًا طويلاً إمتد لأربعين يوما، حتى وصلا لصخرة جوار النهر، جلسا يستريحان عندها من وعثاء السفر فناما، وما إن إستيقظ الفتى يوشع، حتى رأى الحوت وقد دبت في أوصاله الحياة، ليتخذ سبيله في البحر سربا، لعل الشر يكمن في الخير رغم أنه لما استيقظ موسى نسى “بن نون” أن يخبره بهذا الحدث العجيب علي غرابته، فمضيا في طريقهما مبتعدين عن الرجل الصالح الذي كانا يبغيان أصلا.
الشيخ الدكتور أسامة بن حسن الرتوعي المستشار العلمي بمؤسسة الدرر السنية.
قصة الغلام والمؤمن مع الملك الظالم عبدالستار المرسومي
الديوان » السودان » محمد المهدي المجذوب » المولد تمت الاضافة إلى المفضلة
قَالَ: «هُمْ مِنْ جِلْدَتِنَا ويَتَكَلَّمُونَ بِألْسِنَتِنَا». قلت: فَمَا تأ مُرْنِي إِنْ أَدْرَكَنِي ذَلِكَ? قَال: «تَلْزَمْ جَمَاعَةَ المُسْلِمِين وإِمَامَهُم».
فإذا اشتركت الأعين التي في الصدور مع الأعين العادية ،في رؤية الكائنات، استطاع الإنسان أن يدرك روائع العبر، وحقائق الصفات، وحينئذ تنفعل غرائز الحس بمشاهدة العين العادية ـ وتكون انفعالاتها عبارة عن وجدانات قدسية مشبوبة بصفات الحق، كلها شوق، ورغبة في تحقيق ذاتها مثلاً، وصوراً في واقع الحياة.
أستاذ الفقه بجامعة الإمام محمد بن سعود عضو هيئة كبار العلماء (سابقاً)